انخفاض أسعار الشحن من تركيا فرصة جديدة للاستيراد عبر الشحن البحري و الجوي الى دول الخليج و الدول العربية و العالم
بعد مرور العالم أجمع بمحنة وباء كورونا والذي أثر بشكل كبير في إرتفاع أسعار الشحن سواء البحري أو الجوي، إلا أن الفترة الماضية من عام 2022 بدأت أسعار الشحن في الإنخفاض مما كان له أكبر الأثر في زيادة حجم التجارة الدولية، ولقد تأثرت تركيا أيضاً بهذا الإنخفاض العالمي في أسعار الشحن البحري والشحن الجوي، والذي كان له أبلغ الأثر في فتح مجال لوجود فرص جديدة للاستيراد من تركيا إلى دول الخليج والدول العربية والعالم عبر الشحن البحري والجوي.
إنخفاض أسعار الشحن البحرى في تركيا:
من أكثر وسائل النقل المفضلة في العالم هي النقل البحري، ويرجع ذلك لأنها آمنة ومنخفضة التكلفة، كما أنه يمكن نقل كميات كبيرة جدًا من المنتجات داخل الحاويات عن طريق النقل البحري، حيث يمكن إستخدام الحاويات ذات المساحة 20 قدم أو 40 قدم.
ومنذ مطلع العام الجاري وحتى الأسبوع المنتهي في 30 من سبتمبر 2022، تراجعت أسعار الشحن البحري (الحاويات قياس 40 قدماً) بنسبة 56% وبنسبة 23% في سبتمبر وحده، بحسب البيانات التي نشرها «مؤشر بورصة البلطيق» والذي يقيس أسعار الشحن الدولي بشكل أسبوعي.
حيث بلغ متوسط أسعار الشحن البحري مطلع العام الجاري 2022 نحو 9293 دولاراً للحاوية، واستمرت في ذروتها حتى نهاية يناير/كانون الثاني 2022 لتصل إلى 9806 دولارات، وهي القيمة الأعلى المسجلة خلال 2022، بينما وصلت في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي 4060 دولاراً، من 4062 دولاراً في الأسبوع الذي سبقه، وكذلك 4653 دولاراً في الأسبوع المنتهي في منتصف أيلول الماضي، مقارنة مع 5286 دولاراً في بداية الشهر الماضي.
وبالطبع فإنه هذا الإنخفاض كان على مستوى تركيا مثلما حدث على مستوى العالم، مما كان له تأثير كبير في تطور التجارة وزيادة عمليات التصدير من تركيا إلى كافة دول العالم.
إنخفاض أسعار الشحن الجوي في تركيا:
بالرغم من أن الشحن الجوي قد شهد حركة بطيئة في ظل تراجع حجم الصادرات حول العالم خلال موسم الصيف، ومع قدوم الخريف والذي عادة ما يتراجع فيه الطلب لوقوعه بعد موسم الذروة، بالإضافة إلى انتشار فيروس «كوفيد-19» وتداعيات الأحداث الجارية بين روسيا وأوكرانيا؛ كل هذا كان سبباً في إحداث اضطرابات في قطاع الشحن الجوي، مما أدى إلى انخفاض الأسعار الخاصة به بنسبة 15% خلال أغسطس 2022.
ونظراً لأن الشحن من تركيا إلى دول العالم من أكثر الممرات التجارية التي تشهد طلباً للشحن الجوي، ومع وجود التضخم وارتفاع أسعار النفط إلى جانب ظروف الاقتصاد الكلي الشاملة، وبالرغم أيضاً من انخفاض مستويات الطلب من قبل المستهلكين، إلا أن كل هذا قد أدى إلى انخفاض أسعار الشحن الجوي في تركيا مقارنة بالعام الماضي بنسبة تصل إلى 23%.
كما أن الشحن الجوى يتفوق على البحرى فى معدل اهلاك المنتجات المنقولة بفارق 14%، بالإضافة إلى أن الشحن الجوي له طبيعة خاصة ينفرد بها عن الشحن البحري وسيظل منافساً له، حيث أن من يتعامل بالنقل الجوي تكون منتجاته حساسة لن تقبل البحر، وتحتاج إلي الأمان والسرعة، ويمتاز الشحن الجوي بفاقد أقل من 1% من المنتج، عكس ما يحدث في الشحن البحري تصل نسبة الفاقد إلى 15% من البضائع.
إضافة إلى إنخفاض أسعار الشحن الجوي، فإنه يمكن من خلاله نقل أنواع كثيرة من المنتجات من مختلف القطاعات في تركيا عن طريق النقل الجوي، حيث أنه مفيد في نقل البضائع للمسافات التي تزيد عن 500 كم:
كل ما سبق من إنخفاض في أسعار الشحن الجوي، بالإضافة إلى المميزات الخاصة بالشحن الجوي، قد أدى إلى تشجيع التجار والمستثمرين على استيراد البضائع المختلفة من تركيا إلى الدول العربية ودول الخليج ودول العالم كافة.